Page 100 - web
P. 100
مقالات وآراء
الحق في الحياة
تعد الحياة من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان ،فالله د .محمدين عبدالقادر محمد
تعالى هو الذي وهب الإنسان الحياة ،كما أ ّنه طلب من الإنسان
المحافظة على حياته ،وأجاز له في حالة الاضطرار ما لم يباح له في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
غيرها ،فأباح له أكل الميتة للحفاظ على حياته ،لهذا جاءت الشريعة
الإسلام ّية الغراء بالعديد من الأحكام التي تضمن حماية الحق في 100
الحياة ،كما نصت المواثيق الدولية والإقليمية على حق الإنسان في
الحياة.
والحق في الحياة هو أساس كل حقوق الإنسان .فهو سابق على
كل الحقوق الأخرى ،وهو الفرضية الأساسية التي تقوم عليها بقية
الحقوق ،وهذا ما يجعل منه حق الحقوق جميعها ،والسند المؤسس
لها ،إذ لا معنى ولا قيام للحقوق والحريات السياسية الاجتماعية،
والثقافية إلا على أساس الحفاظ على هذا الحق الأساسي وضمانه
وحمايته .فالحق في الحياة هو أحد الحقوق الأساسية للإنسان.
وقد كرسته الوثائق الأممية وهي :الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان ،١٩٤٨العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والبرتوكول
الاختياري الثاني الملحق به .ونصت الاتفاقيات الدولية جميعها على
ضرورة حماية الحق في الحياة كحق أساسي للفرد وللجماعة وللنوع.
فالمادة 3من «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» تنص على أن
«لكل فرد حق في الحياة ،والحرية ،وفي الأمان على شخصه».
وتصف المادة السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية الحق في الحياة بأنه «حق ملازم للإنسان» ،مما
يعني أنه حق طبيعي مستمد من الوجود الإنساني ،حيث إن القانون
يأتي كاشف ًا عنه لا منشأ له .ويتعين على القانون وفق هذا النص أن
يحمي هذا الحق ،ولا يجوز حرمان أحد منه تعسف ًا.
كذلك فإن الاتفاقيات الإقليمية نصت على ضرورة حماية هذا